الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
shape
شرح الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
87419 مشاهدة print word pdf
line-top
رد السنة رد للرسالة

...............................................................................


لما ظهرت الخوارج كانوا يتمسكون بالقرآن فقط، وعزلوا السنة، ولم يقبلوها إلا الأوامر، والأفعال، أو العبادات الظاهرة؛ فوقعوا في بدع منكرة؛ وقعوا في هذه البدع، وكَفَّرُوا بالذنوب؛ وذلك لأنهم لم يلتفتوا إلى الأحاديث التي وردت في السنة، فكان ذلك سببا في ابتداعهم.
وكثير من الذين يَدَّعُون العلم والمعرفة يدعون أنهم لا يقبلون السنة، ولا يقبلون الأحاديث!! بل يطعنون في السنة، ويردونها، أو لا يقبلون منها إلا القليل، كالمتواتر ونحوه.
لا شك أن هذا رد للرسالة، لأن الله تعالى أرسل رسوله، وأمره بالبيان والبلاغ: لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ فيقال لهؤلاء: من أين أخذتم القرآن؟ هل أُنْزِلَ القرآن عليكم؟ أليس هو الذي عَلَّمَنَاهُ؟ أليس أخذه الصحابة من فمه صلى الله عليه وسلم؟! وقال: هذا القرآن الذي أنزل عليكم إذا أخذتموه من الرسول فخذوا بيانه منه؛ بيانه الذي بَيَّنَهُ كما أمره الله بقوله: لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ هذا البيان من القرآن، أو مُكَمِّلٌ للقرآن، أو هذه الرسالة من تمام رسالته صلى الله عليه وسلم. أليس هو المرسل؟ بماذا أرسل؟! أليس يحمل الرسالة؟! ما رسالته؟! رسالته هذه الشريعة.
ما الذي دل على هذه الشريعة؟ الكتاب الذي بَلَّغَهُ، والسنة التي بَلَّغَهَا، والتي بَيَّنَهَا، فهذا من حيث العموم. لا يصح لأحد يقول: أشهد أن محمدا رسول الله، إلا ويَقْبَلُ سنته، ويقبل كل ما بلغه، فإذا صدقت أنه مُرْسَلٌ من ربه؛ فَصَدِّقْ برسالته وتَقَبَّلْهَا؛ اقبلها كما هي، ولا تَرُدَّ منها شيئا؛ إذا لم تقبلها؛ لم تَقْبَلِ السنة وقبلت القرآن فما صدقت في أنك شهدت له بأنه رسول الله. الرسول تُقْبَلُ رسالته كلها.

line-bottom